Document Type : بحث

Author

Abstract

الحمد لله الذی تجلى لخلقه فی عجائب مبتدعات صنعته واحتجب عنهم بسرادقات کمالات هویته استخلص العلماء بمواهب عنایته فأطلع شموس العلوم فی آفاق سرائرهم فهم السامعون لتفاصیل مناجاته والحاملون لأعباء رسالاته والعاملون بمحاسن مشروعاته وهم خیر بریته من سائر مخلوقاته ونحن الضارعون بضعفنا لجلاله والمبتهلون بنقصنا لکماله أن یفیض علینا کما أفاض علیهم من نعمته
وأفضل الصلوات والتسلیمات على أفضل الصادرین عن قدرته محمد المبعوث بأفضل الرسائل وأقرب الوسائل إلى دار کرامته وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى یوم الدین .
أما بعد فإن الفقه عماد الحق ونظام الخلق ووسیلة السعادة الأبدیة ولباب الرسالة المحمدیة من تحلى بلباسه فقد ساد ومن بالغ فی ضبط معالمه فقد شاد . جاء لیعالج قضایا المسلمین , بل قضایا الناس جمیعا .
وقد هیأ الله تعالى لهذا العلم رجالاً سهروا واجتهدوا فی سبیل تحقیق کل ما هو نافع للمسلمین ولکی یحموهم من کل خطأ او زلة تقع بهم , فهم السد المنیع لحمایة معتقدات وشعائر هذا الدین الحنیف .
ولا یخفی على أحد ما یمر به العالم الإسلامی من فتن وأهواء مضلة جاءت فی زی الدین , وسمیت باسمه ولبست لباسه لتمرر شعائر أعدائه والدین منها براء , واخر تلک الاهواء بعض الاطعمة والمشروبات التی نسبت إلى الإسلام زوراً وبهتاناً لیلبسوا على المسلمین فیها أمر دینهم فیحلوا لهم الحرام کما فعل اسلافهم من الزنادقة مستغلین انفتاح البلد وغیاب الرقیب .
لکن هیهات فإن کل مسلم فی شرعنا رقیب فهو راع ومسؤول عن رعیته ومأمور بإزالة المنکر حیثما وجد وحسب طاقته بیده او بلسانه او بقلبه ومما دخل علینا من هذه الأمور شراب ماء الشعیر الذی سموه بالبیرة الإسلامیة لکنه شراب حامت حوله الشبهات , فاسماؤه غریبة منتقاة بدقة منها " موسى " ولا ندری هل هو شعار للیهودیة ومنها " فیروز " ولعله شعار لقاتل سیدنا عمررضی الله عنه وهکذا ولا غرابة فی ذلک فإن کثیراً من المنتجات الغربیة تحمل أسماءً غیر مؤدبة فی لفظها بالعربیة , بل ان بعضها یحمل فی طیات معانیه الشرک والکفر إذا ما ترجم فی لغته الأصلیة کل ذلک لیوقعوا بالمسلمین ولو باللفظ او الشکل او المظهر .
ولأن کثیراً ممن تناول هذا الموضوع بالبحث والدرس تناقضت عبارته أو ضعف دلیله او قال او تکلم من دون علم وجدنا لزاماً ان نتقصى الحق فی هذا الامر ولا شیء غیر الحق نبغی وأن نرجع بالرأی إلى أهله من أهل الطب والکیمیاء لندعم الحکم الشرعی بنتائج علمیة صحیحة فیکون الحکم قطعیاً یقینیاً ولیس قولاً بالظن او بما غلب على الظن لأن الأخذ بالظن مع القدرة على الیقین غیر جائز ولأن الظن لا یغنی من الحق شیئاً .
وقد منَّ الله تعالى علینا فی جامعة الأنبار بوجود التعاون فی العمل بین کلیاتها فتم الاتفاق مع عمادتی کلیة العلوم الإسلامیة وکلیة الطب لإقامة ندوة حول هذا الموضوع فی کلیة الطب والقیام بفحص وتحلیل مختبری لمکونات هذا الشراب بکل أنواعه الموجودة فی السوق العراقیة ولتأکید النتائج التی حصلنا علیها فی العراق قمنا بإیصال عینات من هذا الشراب إلى جامعة القلمون فی سوریا وتم الالتقاء برئیس الجامعة الذی رحب بالفکرة وذکر على لسان عمید کلیة الصیدلة فی أحدى جامعات المملکة العربیة السعودیة القول بأنه لا یجزم بخلو هذا الشراب من الکحول وبعد أن قطع عمید جامعة القلمون وعداً بالتعاون وتحلیل جمیع أنواع هذا الشراب إلا انه لم یتم سوى فحص المنتوج السوری والإیرانی فقط دون باقی الأنواع الا أننا استکملنا الفحوصات لجمیع الأنواع المعروضة داخل العراق .
وعلى کل حال فقد جاء البحث مشتملا على مبحثین وخاتمة فکان المبحث الأول لبیان معنى البیرة وصفاتها وعلاقتها بالکحول وبیان صناعتها ,اما البحث الثانی فکان فی مطلبین المطلب الاول لبیان نتائج التحلیلات المختبریة لأنواع ماء الشعیر الموجودة فی العراق أما المطلب الثانی فاشتمل على استعراض لفتاوى ابرز العلماء المعاصرین من الذین افتوا بجواز هذا الشراب مع مناقشة لأرائهم وأدلتهم والوصول الى الرأی الصحیح منها اما الخاتمة فاشتملت على ابرز نتائج البحث .ونسأل الله السداد فی القول والعمل

Keywords