Abstract

إنﱠ للفاصلة القرآنیة أهمیة کبیرة فی تفسیر الآیات ؛ لأنها تعالج طرفاً من نظم القرآن، وتبین لنا جانباً من جوانب الإعجاز ألا وهو الإعجاز البیانی، إذ تأتی الفاصلة مراعاة لما یقتضیه التعبیر والمعنى القرآنی، إضافة إلى الانسجام الموسیقی الجمیل التی تضیفه للآیة الکریمة من اعتدال نسق الکلام، وحسن موقعه فی الجملة، وتأثیره فی النفوس تأثیراً عظیماً، إذ إن النفس البشریة دائماً ما تمیل إلى التعبیر الجمیل، وعذوبة اللفظة الحسنة وتشنفها فی أُذن السامع ، لذلک یقول الأدیب مصطفى الرافعی: "ولکنه انفرد – القرآن- بهذا الوجه للعجز، فتألقت کلماته من حروف لو سقط واحد منها أو أبدل بغیره أو أقحِم معه حرف آخر، لکان ذلک خللاً بیناً، أو ضعفاً ظاهراً فی نسق الوزن وجرس النغمة، فی حِسِّ السمع وذوق اللسان، وفی انسجام العبارة وبراعة المخرَج وتَسانُد الحروف وإفضاء بعضها إلى بعض، ولرأیت هُجنة فی السمع، کالذی تنکره من کل مَرئی لم تقع أجزاؤه على ترتیبها، ولم تنفق على طبقاتها، وخرج بعضُها طولاً وبعضُها عرضاً، وذهب ما بقی منها إلى جهات متناکرة

Keywords